قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن سورية يجب أن تنأى بنفسها عن إيران وتقطع العلاقات مع حزب الله اللبناني وحركة حماس إذا أرادت التوصل إلى سلام مع إسرائيل. جاء ذلك بعد بعد يوم واحد من تأكيد سورية وإسرائيل انهما تجريان مفاوضات غير مباشرة عبر تركيا.
وأضافت ليفني في تصريحات للصحفيين " إسرائيل تريد العيش بسلام مع جيرانها ولكن سورية تحتاج إلى إرداك ضرورة أن تتخلى تماما عن دعم الإرهاب وحزب وحماس وبالطبع مسار علاقاتها مع إيران".
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود اولمرت أعلن أمس أن تحقيق السلام مع سورية قد يتطلب "تنازلات مؤلمة" دون ان يوضح ماهية هذه التنازلات.
وقال اولمرت في مؤتمر صحفي عقده في القدس ان "المفاوضات افضل من اطلاق النار دائما" مضيفا ان المفاوضات بين البلدين لن تكون سهلة لكنه اشار الى ان القادة الاسرائيليين السابقين اعربوا عن استعدادهم لتقديم تنازلات للوصول الى اتفاق سلام مع سورية.
وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الطرفين "أكدا على نيتهما مواصلة هذه المحادثات بجدية بغرض التوصل إلى اتفاق سلام."
وأعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن هذه المفاوضات تهدف لتمهيد الطريق أمام استئناف المحادثات المباشرة لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.
وقال المعلم إن إسرائيل وافقت على الانسحاب من مرتفعات الجولان إلى خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1976 .
وقالت أنباء أن مستشار الخارجية السورية رياض الداوودي هو الذي يتولى رئاسة الوفد السوري في هذه المفاوضات التي جاءت نتيجة جهود وساطة تركية بين الجانبين على مدى أكثر من عام.
ترحيب امريكي
من جانبها رحبت الولايات المتحدة بهذه المفاوضات اذ صرحت وزير الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس ان بلادها ترحب بأي خطوات تؤدي الى اقامة سلام شامل في منطقة الشرق الاوسط لكنها اشارت الى ان الولايات المتحدة تركز جهودها على المسار الفلسطيني الاسرائيلي كونه الاكثر نضوجا.
كما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أن بلادها لاتعترض على إجراء محادثات بين سورية وإسرائيل ولم تفاجأ أيضا بذلك. وأكدت المتحدثة عدم مشاركة بلادها في هذا المسار التفاوضي مؤكدة أن إسرائيل هي التي قررت ذلك. وأوضحت المتحدثة أن تركيا لعبت دوريا " جيدا ومفيدا" في هذه المحادثات وكانت وإسرائيل تطلعان واشنطن على التطورات. وأعربت بيرينو عن أملها في أن تعالج هذه المفاوضات كافة الموضوعات المثيرة للقلق مثل ما وصفته "بدعم النظام السوري للإرهاب وقمعه للشعب السوري" وأشارت بيرينو إلى أن واشنطن ستتابع مدى التقدم الذي سيتحقق.
الجولان
ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يخوض فيها السوريون والإسرائيليون مفاوضات سياسية.
ففي العام 2000 التقي الطرفان بالولايات المتحدة إلا أن المباحثات آلت إلى الفشل بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الانسحاب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان المحتلة منذ حرب 1967.
وقد وردت في شهر أبريل/نيسان الماضي أنباء عن مساعي يقوم بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بين سوريا وإسرائيل.
وقد أكد مسؤول إسرائيلي رفيع أن بلاده توافق من حيث المبدأ على الانسحاب من الجولان لكنه رفض في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية تحديد مدى هذا الانسحاب.
وتقبلو تحياتي
سلطان